روائع مختارة | قطوف إيمانية | التربية الإيمانية | علمنة.. رمضان

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > التربية الإيمانية > علمنة.. رمضان


  علمنة.. رمضان
     عدد مرات المشاهدة: 2168        عدد مرات الإرسال: 0

لقد اختص الله شهر رمضان دون سائر الشهور بنزول القرآن الكريم.

قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} [البقرة: 185].

كما اختصه I بليلة عظيمة الشأن، شريفة القدر، ألا وهي ليلة القدر، قال تعالى: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [القدر: 3].

وفي هذا الشهر الكريم، وفي السنة الثانية من الهجرة النبوية المباركة انتصر الله I لعِباده الموحِّدين بقيادة رسول الله على المشركين المعاندين في معركة من معارك العقيدة.

ألا وهي "غزوة بدر الكبرى"، التي فرّق الله فيها بين الحق والباطل.

كذلك فقد شهد هذا الشهر تحرير قبلة المسلمين من براثن الشرك، بعد أن أذن رب العزة والجلال لنبينا محمد بفتح "أم القرى" في السنة الثامنة من الهجرة النبوية.

هذه المنزلة العظيمة لشهر رمضان جعلت رسول الله في شوقٍ دائم إليه، فكان يدعو الله في كل عامٍ أن يبلغه إياه ويقول: "اللهم بارك لنا في رجب وشعبان، وبلِّغنا رمضان"[1].

وعلى هذا النهج من الشوق والتوقير لشهر رمضان سار صحابة رسول الله ومن جاء بعدهم من التابعين وسلف الأمة الصالح.

شهر العزة ومحاور الشر

لقد ارتبط شهر رمضان في ذاكرة الأمة المسلمة بالعزة والكرامة، ابتداءً من غزوة بدر الكبرى، التي أرادها الله I أن تكون في أول رمضان يصومه المسلمون؛ لذا فقد حرص أعداء الأمة المسلمة في هذا العصر على تفتيت هذا الارتباط الحيوي الذي يجمع المسلمين بهذا الشهر الكريم، وراحوا يعملون من أجل ذلك على محورين:

الأول: العمل على جعل شهر رمضان بالنسبة للأمة المسلمة شهرًا للمآسي والنكبات، وهذا مشاهَد في البلدان الإسلامية، مثل: فلسطين، والعراق، وأفغانستان، والشيشان، وغيرها.

الثاني: السير بخطوات حثيثة نحو علمنة شهر رمضان، وذلك من خلال تفريغ هذا الشهر الكريم من محتواه الذي أراده الله I، فبدلاً من أن يكون رمضان محطة إيمانية، ووقفة للمحاسبة والمراجعة، نجده تحول -بفعل وسائل الإعلام- إلى شهر من شهور ألف ليلة وليلة.

ليس على مستوى الطعام والشراب فقط، بل على مستوى العـفة والفضيلة التي تنحر من الوريد إلى الوريد في القنوات الفضائية العربية؛ حيث تحول معظمها إلى أندية ليلية، راحت تتفنن في محاربة الله ورسوله ، تحت مسمَّى السهرات الرمضانية، والخيام الرمضانية، ولسان حالها يقول: يا باغي الشر أقبل، ويا باغي الخير أقصر.

ومهما يكن من أمر فإن المحزن في هذه القضية أن علمنة رمضان، والمؤامرة عليه تتم بأموال رجال الأعمال المسلمين، الذين يملكون معظم تلك القنوات الفضائية، فهل هذا هو جزاء إحسان الله إليهم؟! أم يريدون أن يكونوا مثل قارون الذي كفر بأنعم الله؟!

قال تعالى: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآَخِرَةَ وَلاَ تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلاَ تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} [القصص: 77].

وختامًا أيها القارئ الكريم، فإنه ينبغي علينا أن نحمي صيامنا وقيامنا من قراصنة الأجر والثواب، في تلك القنوات الفضائية، الذين يترصدون للأسرة المسلمة في كل ليلة من ليالي رمضان، وليكن شعارنا جميعًا:

حييت يا شهر العبـادة والتُّقـى

حييت يا شهر البطولة والفِـدى

حييت يا شهر المكارم والنـدى

هذا والله تعالى أعلم، وصلِّ الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم.

•• عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى.

[1] رواه البزار والطبراني، وقال الألباني: ضعيف. انظر حديث رقم (4395) في ضعيف الجامع.

الكاتب: خالد بن محمد الغيث

المصدر: موقع قصة الإسلام